الجلوكوز هو أحد مصادر الطاقة الرئيسية للجسم، ولكن الإفراط في استهلاكه يمكن أن يكون له تأثيرات كبيرة، خاصة على الدماغ. يؤثر استهلاك السكر على الدماغ بشكل يمكن أن يعيق وظائفه بسهولة. فعندما يكون مستوى السكر منخفضًا في الجسم، لا تنتقل الإشارات العصبية بشكل صحيح بين الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى اضطرابات في الذاكرة. من ناحية أخرى، فإن الإفراط في تناول السكر يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض مختلفة مثل السمنة، السكري، الاكتئاب، واضطرابات الدماغ مثل الخرف. بشكل عام، كلما زاد تذبذب مستوى السكر في الجسم، تأثرت وظائف الدماغ.
في حال ظهور أعراض مثل انخفاض أو ارتفاع مستويات الطاقة، الخمول، ضعف العضلات، الدوخة، مشاكل القلب، أو الشعور بالاكتئاب، يُنصح بمراجعة طبيب متخصص في الأعصاب لإجراء فحوصات مثل تخطيط الدماغ (EEG) وتخطيط الأعصاب والعضلات وغيرها لتقييم تأثير السكر على الدماغ. تابع معنا في هذا المقال لمعرفة العلاقة بين استهلاك السكر والأمراض الدماغية، إلى جانب نصائح لتقليل استهلاك السكر وتأثيره العام على الجسم.
السكر وتأثيراته على الجسم
للسكر تأثيرات متعددة على الصحة العامة للجسم. إذا تم استهلاكه بكميات زائدة عن الحد الموصى به، فقد يسبب مشكلات صحية خطيرة. في المقابل، إذا تم استهلاكه بشكل معتدل، فإنه يوفر طاقة كافية للجسم. فيما يلي بعض تأثيرات السكر على الجسم:
زيادة الوزن
يحتاج الجسم إلى كمية معينة من الجلوكوز، ولكن عند استهلاك كميات زائدة، يقوم الجسم بتخزينها على شكل دهون. استمرار هذا النمط يؤدي تدريجيًا إلى زيادة الوزن وزيادة خطر الإصابة بأمراض مختلفة مثل التصلب المتعدد (MS) وأمراض القلب.
الإصابة بداء السكري من النوع 2
الإفراط في استهلاك السكر قد يؤدي إلى مقاومة الأنسولين، مما يؤدي بدوره إلى الإصابة بداء السكري من النوع 2. هذه الحالة أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تحتوي أنظمتهم الغذائية على كميات كبيرة من السكر. كما أن ارتفاع نسبة السكر في الدم قد يتسبب في مشكلات صحية أخرى مثل أمراض القلب.
الإصابة بالأمراض الدماغية
تأثير السكر على الدماغ واضح جدًا. فارتفاع مستوى الجلوكوز في الجسم قد يؤدي إلى ظهور مشكلات دماغية مثل الزهايمر، الاكتئاب، والاضطرابات النفسية. كما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحالة المزاجية.
الإصابة بأمراض القلب
هناك ارتباط مباشر بين استهلاك السكر بكميات كبيرة وأمراض القلب. حيث يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، الالتهابات، وزيادة مستوى الدهون في الدم، مما يعوق تدفق الدم بشكل طبيعي.
انخفاض مستوى الطاقة
عند استهلاك السكر بكميات كبيرة، يرتفع مستوى الأنسولين بسرعة مما يمنح إحساسًا مؤقتًا بالنشاط. ولكن بعد فترة قصيرة، يؤدي ذلك إلى انخفاض مستويات الطاقة بشكل حاد.
تسوس الأسنان
يُعتبر السكر أحد الأسباب الرئيسية لتسوس الأسنان، حيث تستفيد البكتيريا الفموية من السكر لإنتاج الأحماض التي تؤدي إلى تآكل مينا الأسنان.
ما سبق هو مجرد لمحة عن تأثير السكر على الدماغ والجسم، والتي قد تكون في بعض الأحيان غير قابلة للإصلاح. الاستهلاك المفرط للسكر يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. تابع معنا للتعرف على بعض النصائح والطرق التي تساعدك على تقليل استهلاك السكر والحفاظ على صحة جسمك.
العلاقة بين استهلاك السكر والأمراض الدماغية والعصبية
يمكن أن يكون لاستهلاك السكر، خاصة عند تجاوزه الحد الموصى به، تأثيرات كبيرة على صحة الدماغ والجهاز العصبي. إن التقلبات المتكررة في مستوى السكر في الدم، سواء كان مرتفعًا (Hyperglycemia) أو منخفضًا (Hypoglycemia)، يمكن أن تؤدي إلى مشكلات مثل ضعف الذاكرة، تغيرات المزاج، وزيادة الوزن. ومع مرور الوقت، قد تتفاقم هذه التأثيرات السلبية إلى مشاكل أكثر خطورة مثل مرض الزهايمر وتلف الدماغ.
ارتفاع سكر الدم وتأثيره على الدماغ
الارتفاع المستمر في مستوى السكر في الدم يمكن أن يضر بالأوعية الدموية في الدماغ. هذا الضرر يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم والأكسجين إلى الخلايا الدماغية، مما قد يؤدي في النهاية إلى موت الخلايا الدماغية. هذه الحالة قد تسبب مشكلات مثل ضعف الذاكرة، انخفاض القدرات الإدراكية، وحتى الخرف. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت بعض الدراسات أن الاستهلاك المفرط للسكر قد يكون مرتبطًا بظهور مرض باركنسون، وهو مرض لا يؤثر فقط على الحركة، بل قد يؤدي أيضًا إلى مضاعفات إدراكية.
انخفاض سكر الدم وتأثيراته
من ناحية أخرى، يمكن أن يكون لانخفاض مستوى السكر في الدم، المعروف باسم Hypoglycemia، عواقب خطيرة على الدماغ. فعندما لا يحصل الدماغ على كمية كافية من السكر، فإنه لا يتلقى كمية كافية من الأكسجين أيضًا. هذه الحالة يمكن أن تؤدي إلى أعراض مثل الدوخة، الارتجاف، وصعوبة في الكلام والمشي. وإذا انخفض مستوى السكر بشكل كبير، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان الوعي أو نوبات تشنج.
للحفاظ على صحة الجهاز العصبي وتجنب الأمراض المرتبطة بالسكر، يجب الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن النطاق الصحي. يمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي والتحكم في استهلاك السكر. في حال مواجهة أي مشكلات تتعلق بتأثير السكر على الدماغ، يُنصح بزيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية دوبلر للدماغ.
دور نوار العصب والعضلات في تشخيص الإصابات العصبية المرتبطة بالسكر
تُعرف الإصابات العصبية المرتبطة بالسكر باسم الاعتلال العصبي السكري، وهي من أكثر المشاكل شيوعًا لدى الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الجلوكوز. تؤثر هذه الحالة بسهولة على الأعصاب الطرفية وتسبب أعراضًا مثل الألم، الضعف، والخدر في اليدين والقدمين. ولكن ما هو دور نوار العصب والعضلات في تشخيص هذه الإصابات؟ بلا شك، يساعد هذا الفحص الأطباء في تقييم تأثير السكر على الدماغ والأمراض المرتبطة به في وقت أقصر. يتيح التشخيص المبكر للأطباء تقديم العلاج المناسب في أسرع وقت ممكن.
يقوم نوار العصب والعضلات بتقييم النشاط الكهربائي لعضلات الجسم والأعصاب المتصلة بها. هذه التقنية فعالة للغاية في تشخيص أمراض مثل التصلب المتعدد (MS)، التي قد تكون نتيجة لاستهلاك السكر المفرط والعوامل المرتبطة به. إذا لاحظت أي من الأعراض المذكورة في الجدول أدناه، يُفضل زيارة طبيبك لإجراء هذا الفحص في أقرب وقت ممكن.
طرق تقليل استهلاك السكر للوقاية من الأمراض الدماغية
يمكن أن يؤدي الاستهلاك المفرط للسكر إلى زيادة الوزن والسمنة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل أمراض الشرايين التاجية، السكتة الدماغية، والسكري من النوع 2. إليك بعض التغييرات البسيطة التي يمكنك إجراؤها لتقليل استهلاك السكر وتحسين صحة الدماغ:
تجنب إضافة السكر إلى المشروبات والحبوب
أحد أسهل الطرق لتقليل السكر هو تجنب إضافته إلى المشروبات والحبوب. على سبيل المثال، بدلاً من إضافة السكر إلى الشاي أو القهوة، يمكنك استخدام التوابل مثل القرفة أو الفانيليا. إذا قمت بتقليل ملعقة صغيرة واحدة يوميًا، يمكنك خلال ثلاثة أشهر تقليل كمية كبيرة من السعرات الحرارية تعادل ست قطع شوكولاتة.
استبدال الحبوب السكرية بالحبوب الكاملة البسيطة
تحتوي العديد من حبوب الإفطار على كميات كبيرة من السكر المضاف. استبدال هذه الحبوب بالحبوب الكاملة الطبيعية يمكن أن يكون تغييرًا مؤثرًا لصحتك. تحتوي الحبوب الكاملة على نسبة عالية من الألياف، مما يساعد على الهضم ويقلل من مستويات السكر في الدم.
استبدال المشروبات المحلاة بالمشروبات الدايت
تُعتبر المشروبات الغازية والعصائر المحلاة من أكبر مصادر السكر المضاف. استبدال المشروبات المحلاة بالمشروبات الخالية من السكر يوميًا يمكن أن يساعد في تقليل استهلاك السكر وتحسين صحة الدماغ.
استخدام الزبادي الطبيعي بدلًا من الزبادي المنكّه
يحتوي الزبادي المنكّه عادةً على كميات كبيرة من السكر المضاف. لذلك، من الأفضل اختيار الزبادي الطبيعي البسيط، الذي يحتوي على السكر الطبيعي ويوفر البروتين والكالسيوم المفيدين للجسم.
تناول وجبات خفيفة صحية
اختر وجبات خفيفة صحية مثل المكسرات، الجبن قليل الدسم، والفواكه الطازجة بدلًا من الحلويات والشوكولاتة.
النتيجة النهائية
العلاقة بين استهلاك السكر وصحة الدماغ واضحة. كلما زاد استهلاكك للسكر، زادت المخاطر الصحية على الدماغ، بما في ذلك ضعف الذاكرة، الاكتئاب، القلق، الزهايمر، والتصلب المتعدد (MS). يُنصح بمراجعة الطبيب عند ظهور أي من هذه الأعراض، لإجراء فحوصات مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية دوبلر للدماغ، التصوير الدماغي، وتخطيط الدماغ (EEG).
الدكتور مجيد كيهاني فرد، بصفته أحد أبرز أخصائيي الأعصاب، يوفر أفضل أساليب التشخيص والعلاج، ويمكنك التواصل معه لإجراء تخطيط الدماغ (EEG) في المنزل عبر الأرقام المتاحة.
مصادر المحتوی
https://hms.harvard.edu/news-events/publications-archive/brain/sugar-brain
https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/healthyliving/sugar
