blog

أعراض وأسباب السكتة الدماغية

السكتة الدماغية: الأسباب، الأعراض وطرق الوقاية

السكتة الدماغية (Stroke) هي ثاني سبب رئيسي للوفيات على مستوى العالم، وتأتي بعد النوبات القلبية والسرطان كثالث سبب رئيسي للإعاقة الجسدية. يعاني ثلث الأشخاص الذين يتعرضون للسكتة الدماغية من أضرار جسدية لا يمكن تعويضها. لذلك، من الضروري معرفة أسباب وأعراض النوبة الدماغية. يتم تشخيص التغيرات التي تحدث في الدماغ نتيجة السكتة باستخدام تقنيات مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية دوبلر للدماغ وتخطيط الدماغ (EEG). من خلال هذه الوسائل، يمكن الوصول إلى تشخيص دقيق والمساعدة في تخفيف الضغط على الدماغ لتحسين حالة المريض وعلاج السكتة.

تعريف السكتة الدماغية

بحسب تعريف موقع stroke.org، السكتة الدماغية هي ببساطة موت خلايا الدماغ نتيجة انقطاع تدفق الدم إليها. يحدث ذلك عندما يتعرض أحد الأوعية الدموية في الدماغ لنزيف أو تمزق أو انسداد مؤقت أو دائم.

أسباب السكتة الدماغية

فيما يلي العوامل التي تؤدي إلى انسداد الأوعية، النزيف، التمزق، إصابة الدماغ، ومن ثم السكتة الدماغية:

1- الجنس
في منتصف العمر، تكون السكتة الدماغية أكثر شيوعًا بين الرجال. ولكن النساء، بعد سن اليأس، يكن أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية مقارنة بالرجال في نفس العمر بسبب التغيرات الهرمونية. وتختلف بعض عوامل الخطورة بين النساء والرجال. في العقد الثامن من العمر، تكون نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية بين النساء أكثر من ضعف نسبة الرجال.

2- ارتفاع ضغط الدم
يُعد ارتفاع ضغط الدم العامل الأكثر ارتباطًا بالسكتة الدماغية، ويزداد تأثيره مع التقدم في العمر. يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة الضغط على الجدران الداخلية للأوعية الدموية، مما يجعلها أكثر عرضة للتلف، خاصة إذا كانت الأوعية تعاني من تمدد جدرانها (الأنيوريسم).

3- انسداد شرايين الدماغ
وفقًا لتقارير nhlbi، فإن 87% من السكتات الدماغية من النوع الإقفاري (Ischemic) والانسداد الدماغي (Embolic) ناتجة عن انسداد مسارات تدفق الدم في شرايين الدماغ. يحدث انسداد الأوعية الدموية لأسباب مثل تراكم الصفائح الدهنية أو وجود جلطة دموية في الدماغ. قد تتشكل الجلطة في أحد الأوعية الدماغية أو تنتقل من أوعية أخرى إلى أحد الشرايين الدماغية.

4- الالتهابات المزمنة
يمكن أن تؤدي حالات الالتهاب المزمن في الجسم، مثل الإصابة بمرض الذئبة الحمراء (Lupus) أو التهاب المفاصل الروماتويدي، إلى تلف الأوعية الدموية وزيادة انسدادها. يعتبر الالتهاب المرتفع في الجسم أحد العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية من النوع الإقفاري.

5- السمنة وزيادة الوزن
غالبًا ما يعاني الأشخاص الذين لديهم زيادة في الوزن من ارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون في الدم. يمكن أن تتراكم الكميات الزائدة من الكوليسترول في الأوعية الدموية، مما يقلل من حجمها الداخلي. يؤدي ذلك إلى تقليل تدفق الدم، مما يحرم أنسجة الدماغ من الأكسجين والعناصر الغذائية الضرورية.

6- نمط الحياة غير الصحي
نمط الحياة غير الصحي يزيد من احتمالية تكوّن الجلطات الدموية ومشاكل الدورة الدموية، مما يجعله أحد أسباب السكتة الدماغية. وتشمل العوامل التالية:

  • الإفراط في تناول الملح (عامل يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم).
  • نظام غذائي غني بالدهون (عامل يسبب انسداد الشرايين).
  • استهلاك كميات كبيرة من السكر (عامل يسبب مرض السكري).
  • قلة النشاط البدني.
  • التدخين.
  • تناول الكحول.

7- القلق والاكتئاب
الإجهاد المفرط، ساعات العمل الطويلة، قلة الراحة والنوم، والعزلة عن العائلة والأصدقاء، تؤثر على صحة القلب وضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالنوبات الدماغية بشكل غير مباشر.

8- العوامل الوراثية
وجود تاريخ للسكتة الدماغية لدى أحد الوالدين أو أفراد العائلة يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. بعض الجينات تزيد من احتمالية التعرض للسكتة الدماغية. كما أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم AB معرضون لخطر أكبر. بالإضافة إلى ذلك، تزداد احتمالية السكتة الدماغية في بعض الأعراق مثل الأشخاص ذوي البشرة السوداء، وأفراد قبائل ألاسكا، والهنود الأمريكيين، والإسبانيين، مقارنة بالأشخاص ذوي البشرة البيضاء.

9- الإصابة ببعض الأمراض
بعض المشاكل الصحية والأمراض مثل انقطاع النفس أثناء النوم (توقف التنفس المتكرر أثناء النوم)، تاريخ الإصابة بالسكتة القلبية، اضطرابات الدورة الدموية، الدوالي، خلايا الدم المنجلية، مشاكل الكلى، السكري، والصداع النصفي، كلها مرتبطة بالسكتة الدماغية.

10- تناول بعض الأدوية
بعض الأدوية الهرمونية مثل حبوب منع الحمل، وأدوية خفض ضغط الدم، ومسكنات الألم مثل الإيبوبروفين والنابروكسين تزيد من خطر السكتة الدماغية.

11- إصابة الدماغ
الإصابات المباشرة والقوية في الرأس أو الرقبة تُعد أحد أسباب السكتة الدماغية. هذه الإصابات يمكن أن تؤدي إلى تمزق أو نزيف أو حدوث انسداد دماغي (Embolism).

أعراض السكتة الدماغية

الضعف المفاجئ في اليدين، الساقين، والوجه، الشعور بالارتباك، الصداع المفاجئ، فقدان التوازن، الدوار الشديد، وصعوبة المشي تُعد من أهم أعراض النوبة الدماغية
الضعف المفاجئ في اليدين، الساقين، والوجه، الشعور بالارتباك، الصداع المفاجئ، فقدان التوازن، الدوار الشديد، وصعوبة المشي تُعد من أهم أعراض النوبة الدماغية

السكتة الدماغية هي حالة طارئة، وكل ثانية تُحدث فرقًا في إنقاذ حياة المريض. لذا، التعرف على الأعراض والتصرف السريع عند ظهورها يمكن أن ينقذ حياة الشخص. عند ملاحظة أي من الأعراض التالية، اتصل فورًا بالإسعاف واصطحب المريض إلى المستشفى:

  • خدر مفاجئ في الوجه، اليدين أو الساقين، خاصة في جانب واحد من الجسم.
  • ارتباك مفاجئ.
  • صعوبة في الكلام أو فهم كلام الآخرين.
  • ضعف مفاجئ في الرؤية بإحدى العينين أو كلتيهما.
  • صعوبة مفاجئة في المشي.
  • دوار وصداع شديد ومفاجئ.
  • فقدان التوازن أو صعوبة الحفاظ عليه.
  • فقدان مفاجئ للذاكرة.
  • ميلان الوجه وابتسامة مائلة كأحد أولى العلامات.
  • عدم القدرة على رفع اليدين معًا في نفس الوقت.
  • مشاكل في التنفس أو الشعور بضيق التنفس.
  • صعوبة في التوجه المكاني.
  • عدم القدرة على العد أو التعرف على الأرقام.
  • مشاكل في القراءة أو الكتابة.
  • هبوط مفاجئ للجفن.

أنواع السكتة الدماغية

توجد 3 أنواع رئيسية من السكتة الدماغية، تختلف في المدة، نوع وشدة الأعراض، الأسباب، المضاعفات، والعلاج:

1- السكتة الدماغية الإقفارية

تمثل السكتة الدماغية الإقفارية (Ischemic Stroke) حوالي 80% من الحالات. تحدث بسبب انسداد أو ضيق في مسار تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى موت الخلايا الدماغية المحيطة بالمنطقة المتأثرة.

2- النوبة الإقفارية العابرة

النوبة الإقفارية العابرة (Transient Ischemic Attack) والمعروفة اختصارًا بـ TIA، تُعرف بأنها “سكتة دماغية خفيفة”. تحدث عند انسداد أو تضييق مؤقت في أحد الأوعية الدموية في الدماغ. تكون أعراض TIA مؤقتة، لكنها قد تتكرر. إذا استمرت الأعراض لفترة قصيرة فقط، فمن المحتمل أن الشخص قد تعرض لنوبة إقفارية عابرة. على الرغم من أن الأضرار الناتجة عنها ليست دائمة أو شديدة، إلا أنها مؤشر على أن المريض معرض لخطر الإصابة بسكتة دماغية لاحقًا.

3- السكتة الدماغية النزفية

السكتة الدماغية النزفية (Hemorrhagic Stroke) تحدث عندما يحدث تمزق أو تلف في جدار أحد الأوعية الدموية في الدماغ، مما يؤدي إلى حدوث نزيف. تمثل هذه السكتة حوالي 20% من الحالات. يمكن أن يتسرب الدم إلى أنسجة الدماغ، مما يزيد من الضغط على الدماغ. في بعض الأحيان، قد يتسرب الدم إلى الفراغات بين أنسجة الدماغ. الصداع الشديد والمفاجئ هو أحد الأعراض البارزة لهذا النوع.

طرق تشخيص السكتة الدماغية

تخطيط الدماغ (EEG) وأنواع التصوير الطبي المتخصص مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound)، MRI، وCT Scan هي طرق تُستخدم لفحص تدفق الدم في الدماغ وتشخيص السكتة الدماغية
تخطيط الدماغ (EEG) وأنواع التصوير الطبي المتخصص مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound)، MRI، وCT Scan هي طرق تُستخدم لفحص تدفق الدم في الدماغ وتشخيص السكتة الدماغية

بالإضافة إلى فحص الأعراض الأولية وأخذ التاريخ المرضي من المريض، تُستخدم أنواع مختلفة من التصوير الطبي لتحديد نوع السكتة الدماغية، شدتها وأسبابها بدقة:

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية للدماغ والأعصاب: مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية دوبلر ودوبلر عبر الجمجمة (TCCD)، حيث توضح هذه الطرق حالة الأوعية الدموية وتدفق الدم بدقة.
  • تخطيط الدماغ (EEG): يساعد في تحليل نمط موجات الدماغ للكشف عن النشاط الطبيعي أو غير الطبيعي وتحديد موقع وشدة الضرر الناتج عن السكتة الدماغية.
  • التصوير المقطعي (CT Scan): أحد أول الاختبارات المستخدمة في تشخيص السكتة الدماغية، حيث يُظهر النزيف أو تلف خلايا الدماغ.
  • MRI: يوفر هذا النوع من التصوير صورة ثلاثية الأبعاد لتدفق الدم في الدماغ. يمكن استخدامه لتشخيص الحالة وأيضًا لتوقع احتمالية حدوث السكتة الدماغية في المستقبل.

 

العلاجات المتوفرة للسكتة الدماغية

التشخيص والعلاج السريع للسكتة الدماغية أمر بالغ الأهمية، ولهذا السبب يُطلق مصطلح “الساعة الذهبية” على الساعة الأولى بعد ظهور أعراض السكتة الدماغية. هناك استراتيجيات علاجية مختلفة تُستخدم للحد من مضاعفات النوبة الدماغية وتحسين حالة المريض:

1- العلاج الدوائي:

  • أدوية وريدية تُستخدم لتفتيت الجلطات بسرعة.
  • أدوية لمنع تكوّن جلطات جديدة.
    تُعد هذه الخطوة أولى خطوط العلاج.

2- الجراحة:

  • تشمل الجراحة المفتوحة أو المغلقة، حسب حالة المريض.
  • تهدف الجراحة إلى إزالة الجلطات، فتح انسدادات الأوعية الدموية، إغلاق الأوعية المتضررة، أو إزالة الدم الناتج عن النزيف.

3- العلاج الطبيعي (Physiotherapy):

  • يُستخدم لتحسين نطاق حركة العضلات إذا كان المريض يعاني من إعاقات جسدية أو مشاكل في البلع.
  • يساعد تخطيط الأعصاب والعضلات في تحديد مدى وموقع الضرر في الأعصاب.

4- علاج النطق (Speech Therapy):

  • يُعتبر هذا النوع من التأهيل مفيدًا لتحسين النطق لدى المرضى الذين يعانون من صعوبة في الكلام.

الخاتمة

تحدث السكتة الدماغية أو الجلطة الدماغية نتيجة انسداد أو نزيف في الأوعية الدموية التي تنقل الدم إلى الدماغ. في كل ثانية لا تصل فيها العناصر الغذائية والأكسجين مع الدم إلى خلايا الدماغ، تموت مجموعة من الخلايا. أهم أعراض السكتة الدماغية تشمل الخدر المفاجئ في جانب واحد من الوجه أو العين أو عضلات الجسم، والارتباك، والصداع الشديد. التشخيص السريع والعناية الفورية بالمريض لا تنقذ حياته فقط، بل تقلل أيضًا من حجم الضرر في الدماغ والإعاقات الجسدية الناتجة عنها.

مصادر المحتوی

newdirectionsforwomen

Journal of Stroke

Share this post

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *