هل تعلم أن جلطة الدماغ قد تمنع الدم من الوصول لخلاياك، مما يسبب مشاكل خطيرة؟ الجلطة الدموية تحدث عندما يتجمد الدم داخل الأوعية، فتعيق الأكسجين والغذاء عن الدماغ. في هذا المقال، سنشرح لك ببساطة: ما هي مضاعفات جلطة الدماغ؟ وكيف يمكن علاجها؟ سواء كنت تشك في أعراض أو تريد حماية نفسك، هنا كل ما تحتاجه!
جدول المحتويات
- الجلطات الدموية في الدماغ (Cerebral Thrombosis) وأنواعها
- أسباب تكوّن الجلطات الدموية في الرأس
- أسباب الجلطات الدموية في الدماغ
- هل الجلطات الدموية في الدماغ خطيرة؟
- مضاعفات الجلطات الدموية في الدماغ
- ما هي أعراض الجلطة الدموية في الدماغ؟
- ماذا نفعل في حالة تشخيص جلطة دموية في الدماغ؟
- الفحوصات اللازمة لتشخيص الجلطات الدموية في الدماغ
- علاج الجلطة الدموية في الدماغ
- الخاتمة
الجلطات الدموية في الدماغ (Cerebral Thrombosis) وأنواعها
تختلف أنواع الجلطات الدموية في الدماغ تبعًا للأعراض والمشكلات التي تسببها. وفيما يلي شرح لأبرز أنواعها:
- جلطة الدماغ الإقفارية (Ischemic Brain Clot): إذا تكونت الجلطة الدموية في مكان آخر خارج الدماغ ثم انتقلت عبر مجرى الدم إلى الدماغ، تُعرف هذه الحالة بالجلطة الإقفارية. يشير مصطلح “الإقفار” إلى انقطاع إمداد الأكسجين. مثل هذه الجلطة قد تؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية والانصمام الدماغي، مما يؤدي إلى سكتة دماغية إقفارية.
- جلطة الدماغ الانصمامية (Embolic Brain Clot):في بعض الحالات، تتفتت الجلطات الدموية في أي مكان من الجسم إلى أجزاء صغيرة تنتقل مع الدورة الدموية نحو مناطق أخرى. قد تصل هذه الأجزاء إلى أعضاء مثل الرئتين، القلب، أو الدماغ، مما يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية في تلك الأعضاء. وعندما تصل هذه الجلطات الصغيرة إلى الدماغ، تُعرف بجلطة الدماغ الانصمامية.
- الجلطات الدموية الخثارية في الدماغ: الجلطات الخثارية (Thrombotic clots) هي جلطات ثابتة لا تتحرك داخل الأوعية الدموية. يؤدي هذا النوع من الجلطات في الدماغ إلى انسداد تدفق الدم. وعادةً ما تتكون الجلطة الدموية الخثارية نتيجة ارتفاع مستويات الكوليسترول أو تصلب الشرايين.
- خثار الجيوب الوريدية الدماغية: في حالة خثار الجيوب الوريدية الدماغية (Venous Sinus Thrombosis)، تتكون جلطة دموية داخل الجيوب الوريدية التي تعمل على إخراج الدم من الدماغ. يُعد هذا النوع من الجلطات الدماغية نادر الحدوث.
أسباب تكوّن الجلطات الدموية في الرأس
تجلط الدم في الدماغ يحدث عندما تضيق الأوعية الدموية في الدماغ إلى درجة تعيق تدفق الدم عبر الشرايين أو الشعيرات الدموية. لكن ما أسباب تكوّن الجلطات الدموية في الرأس؟ توجد العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر تكوّن الجلطات الدموية، وقد أشرنا إلى أهمها.
أسباب الجلطات الدموية في الدماغ
- الإصابة الشديدة في الرأس والرقبة: الضربات التي تصيب الرأس أو الرقبة، بما في ذلك إصابات الدماغ الرضحية، يمكن أن تؤدي إلى تلف في الأوعية الدموية، مما يسبب نزيفاً صغيراً في أوعية الدماغ. يقوم الجهاز الدفاعي للجسم بتكوين جلطات دموية لمنع هذا النزيف. لذلك، تُعد الحوادث والإصابات الشديدة للرأس والرقبة من أهم أسباب تكوّن الجلطات الدموية في الدماغ.
- التقدم في العمر: مع التقدم في العمر، خاصة بعد سن 55 عاماً، تقل مرونة جدران الأوعية الدموية، ويرتفع مستوى الكوليسترول، وتقل الحركة البدنية. هذه العوامل تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الناتجة عن جلطة دموية في الدماغ.
- التاريخ العائلي للإصابة بالسكتة الدماغية: وجود تاريخ عائلي لارتفاع ضغط الدم أو السكتة الدماغية بين أفراد العائلة من الدرجة الأولى (مثل الأجداد أو الوالدين) يزيد من خطر الجلطات الدماغية والسكتات الدماغية. والجدير بالذكر أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر يرتفع بنسبة 10% بعد الإصابة بالسكتة الدماغية الأولى.
- أثر نمط الحياة غير الصحي: عدم ممارسة الرياضة، قلة الحركة، والتغذية غير السليمة (مثل تناول الوجبات السريعة، والأطعمة الحلوة، والدهنية، والمالحة) تُعتبر من العوامل التي تزيد من خطر تكوّن الجلطات الدموية والإصابة بالسكتة الدماغية. عادةً، الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة غير صحي يعانون من مشكلات في الأيض، وزيادة الوزن، وارتفاع مستويات الكوليسترول وضغط الدم. تُساهم كل هذه العوامل في انسداد الأوعية الدموية، وزيادة كثافة الدم، مما يؤدي في النهاية إلى تكوّن الجلطات.
- استهلاك التبغ والكحول: يؤدي استهلاك التبغ، النيكوتين، والكحول مع مرور الوقت إلى زيادة كثافة الدم، مما يعيق تدفقه بسهولة داخل الأوعية الدموية. وقد تتشكل الجلطات في الأوعية القلبية، وإذا انتقلت هذه الجلطات إلى الدماغ، فإنها تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
- السمنة وزيادة الوزن:تنتج زيادة الوزن عن تراكم الدهون في الجسم. ومع الوقت، تتراكم الدهون في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تضييق الشرايين. ونتيجة لذلك، تتحطم خلايا الدم أثناء مرورها عبر الأوعية الضيقة، مما يؤدي إلى تكوّن جلطات دموية.
- استخدام بعض الأدوية:
-
- قد يؤدي تناول بعض الأدوية إلى زيادة خطر تكوّن الجلطات الدموية في الدماغ. ومن هذه الأدوية:
- الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل Aspirin وGelofen التي تُستخدم لتخفيف الألم والالتهاب.
- الأدوية التي تحتوي على الإستروجين والتي تُوصف لعلاج بعض الحالات مثل مشكلات المبيض أو انقطاع الطمث المبكر.
- حبوب منع الحمل المحتوية على الإستروجين والبروجسترون، خصوصاً إذا استُخدمت بعد سن 35 عاماً.
- بعض أدوية العلاج الكيميائي.
-
- الإصابة ببعض الأمراض: ترتبط الإصابة ببعض الأمراض بارتفاع مستويات الكوليسترول وزيادة كثافة الدم، مما يزيد من خطر تكوّن الجلطات الدموية في الدماغ. ومن هذه الأمراض:
-
-
- السكري
- السرطان
- اضطرابات المناعة الذاتية
- الحالات الالتهابية
-
كل هذه الأمراض قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالجلطات الدموية في الدماغ.
هل الجلطات الدموية في الدماغ خطيرة؟
تعتمد درجة خطورة الجلطة الدموية في الدماغ على مكان الجلطة، حجم الضرر الناتج عنها، بالإضافة إلى عوامل مثل عمر المريض والحالات الصحية الأساسية لديه. ومع ذلك، فإن وجود الجلطة الدموية في الدماغ أو في أماكن أخرى من الجسم يحمل مخاطر وآثاراً جانبية.
مضاعفات الجلطات الدموية في الدماغ
إذا لم يتم تشخيص الجلطة الدموية في الوقت المناسب ولم يتم علاجها، فقد تؤدي إلى مجموعة من المضاعفات، كما يُوضح الجدول أدناه.
مضاعفات الجلطة في الدماغ | ||
الفواق المستمر (الحازوقة المفرطة) | درد قفسه سینه | خفقان القلب |
حساسية تجاه الضوء | رعشة مفاجئة في اليد | صعوبة في البلع |
إحساس بطعم غير طبيعي في الفم | اضطراب نظم القلب | تذبذب في التنفس |
إحساس برائحة كريهة غير مبررة | الإقفار الدماغي | شلل نصفي للجسم |
ما هي أعراض الجلطة الدموية في الدماغ؟
مجموعة من المشكلات قد تكون بمثابة إنذار يشير إلى تكوّن جلطة دموية في الدماغ. ومع ذلك، تعتمد شدة هذه الأعراض على حجم الجلطة والمكان الذي تشكلت فيه. فيما يلي أكثر الأعراض شيوعاً لتكوّن الجلطات الدموية في الدماغ، موضحة في الجدول أدناه.
علامات الجلطة الدموية في الرأس: | ||
تشوش الرؤية | إظلام مفاجئ في العينين | اختلال في التوازن |
دوار | صداع شديد ومفاجئ | تيبس وألم في الرقبة |
التحدث بصعوبة وبطريقة غير مفهومة | ضعف في جانب واحد من الجسم | شلل شديد في أعضاء الجسم |
صعوبة في المشي | ازدواجية الرؤية (Double Vision) | خدر في جانب واحد من الجسم |
انخفاض مستوى الوعي | عدم القدرة على المشي أو التحرك | ضعف في اليدين والقدمين |
نوبات تشنج | صعوبة في الإدراك | تقيؤ |
فقدان الوعي | الارتباك والذهول | انخفاض مفاجئ في الشهية |
نتيجة الضغط الشديد على أنسجة الدماغ وارتفاع الضغط داخل الجمجمة، قد يحدث نزيف الأنف أيضًا.
ماذا نفعل في حالة تشخيص جلطة دموية في الدماغ؟
قبل كل شيء، تذكّر أن التشخيص الدقيق وفي الوقت المناسب هو الخطوة الأولى نحو التحسُّن، وأنت قد اتخذت هذه الخطوة المهمة بالفعل. في الخطوة التالية، اطلع على أسباب تكوّن الجلطات الدموية في الدماغ، وابتعد عن العوامل التي تزيد من خطر حدوثها. تأكد من الالتزام بخطة العلاج، سواء كانت تناول الأدوية أو الجراحة (حسب تقدير الطبيب)، تحت إشراف أخصائي. لا تلجأ إلى أي علاجات عشبية أو طرق منزلية بديلة دون استشارة الطبيب.
الخبر السار هو أن التشخيص والعلاج في الوقت المناسب يزيدان من فرص شفائك بشكل كبير.
الفحوصات اللازمة لتشخيص الجلطات الدموية في الدماغ
تتشابه أعراض الجلطات الدموية في الدماغ مع أعراض بعض الأمراض الأخرى، لذلك يتطلب تشخيصها إجراء فحوصات متخصصة. يعتمد التشخيص النهائي غالبًا على تحليل كيفية تدفق الدم في الدماغ. تُستخدم الفحوصات التصويرية التي تُظهر تدفق الدم في المناطق المصابة من الدماغ لهذا الغرض، ومن أهمها:
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- التصوير المقطعي (CT Scan).
- تصوير الأوردة (Venography).
- تصوير الأوعية الدماغية (Angiography).
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound).
- التصوير الطيفي بالرنين المغناطيسي (MRS).
بالإضافة إلى ذلك، تساهم تحاليل الدم و رسم الدماغ الكهربائي (EEG) في التشخيص الدقيق لهذه المشكلة.
علاج الجلطة الدموية في الدماغ
ناءً على حجم ونوع الجلطة الدموية في الدماغ، توجد طرق مختلفة للعلاج النهائي للجلطة الدماغية، التي سنوضحها فيما يلي:
- الجراحة لعلاج الجلطة الدماغية
- قسطرة الأوعية الدموية (أنجيوپلاستي) لعلاج الجلطة الدماغية
- علاج جلطة الدماغ بالأدوية
الجراحة لعلاج الجلطة الدماغية
في حالة كبر حجم الجلطة، وجودها في مكان خطر أو ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، تعتبر الجراحة خيارًا طارئًا للعلاج. يمكن إجراء الجراحة بطريقتين: الجراحة المفتوحة والجراحة المغلقة.
- الجراحة المفتوحة: إذا تم إجراء Craniotomy (كرانيُوتومي)، يتم إزالة جزء من عظم الجمجمة للوصول إلى الدماغ وإزالة الجلطة. أما في الطرق الأقل توغلًا، يتم حفر ثقب في موقع الجلطة على الجمجمة لإزالة الجلطة والأنسجة التالفة.
- الجراحة المغلقة: تُجرى باستخدام أدوات خاصة وقسطرة، ويتم إخراج الجلطة مباشرة من داخل الوعاء الدموي.
تتميز الجراحة بمضاعفات خاصة مثل تورم الدماغ، النزيف الدماغي، مشاكل الرؤية، النطق، والتوازن، ولكن مع مهارة الجراح تقل احتمالية حدوث هذه المضاعفات.
قسطرة الأوعية الدموية (أنجيوپلاستي) لعلاج الجلطة الدماغية
في هذه الطريقة، يتم إزالة الجلطة باستخدام القسطرة وتقنية الأنجيوپلاستي من داخل الوعاء الدموي. ولمنع عودة الجلطة، يتم وضع Stent (دعامة) في الوعاء الدموي. وأحيانًا تُحقن الأدوية المضادة للتجلط في مكان الجلطة عبر القسطرة.
علاج جلطة الدماغ بالأدوية
عندما تكون الجلطة الدموية صغيرة وفي منطقة غير خطرة، يمكن استخدام الأدوية المضادة للتجلط لمنع نمو الجلطة. كما يمكن استخدام الأدوية المذيبة للتجلطات لإذابة الجلطة في الدماغ. بعض الأدوية الشائعة لهذا الغرض تشمل:
- Plavix
- Xarelto
- وارفارين صوديوم
- كومادين
الخاتمة
تحتاج خلايا الدماغ إلى تدفق الدم للحصول على التغذية والأكسجين والاستمرار في الحياة. عند حدوث جلطة تؤدي إلى انقطاع تدفق الدم إلى الدماغ، يحدث موت الخلايا الدماغية واضطراب في وظائف الدماغ. تظهر جلطة الدماغ بأعراض مثل الصداع الشديد، الغثيان، الدوار، ضعف في أحد جانبي الجسم، والتشنجات. يتم التشخيص الدقيق للجلطات الدماغية باستخدام تقنيات تصوير مثل الأشعة المقطعية والأشعة فوق الصوتية، بالإضافة إلى فحص الأعراض وتحاليل الدم.
علاج الجلطات الدماغية ممكن بالأدوية أو الجراحة. ولكن، عدم التشخيص والعلاج في الوقت المناسب يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. لذلك، إذا كنت معرضًا للإصابة بالجلطات بسبب عوامل مثل السمنة، التقدم في العمر، أو تناول الأدوية الهرمونية، وظهرت عليك أعراض الجلطة الدماغية، فمن الضروري مراجعة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق وتجنب العلاج الذاتي.
الأسئلة الشائعة
ما الذي تسببه جلطة الدماغ؟
جلطة الدماغ، حسب موقعها ونوعها وحجمها، قد تؤدي إلى مضاعفات مثل الشلل النصفي أو السكتة الدماغية.
هل تؤدي جلطة الدماغ إلى الوفاة؟
إذا كانت الجلطة كبيرة، أو في أحد الشرايين الدماغية، أو تحركت داخل الدماغ، فإن عدم العلاج في الوقت المناسب قد يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة، السكتة الدماغية، أو الوفاة. ومع ذلك، يمكن تقليل الخطر إذا تم التشخيص مبكرًا واستخدام العلاج الدوائي أو الجراحي.
كيف يمكن التخلص من جلطة الدماغ؟
حسب حالة المريض، يمكن استخدام أساليب مختلفة مثل العلاج الدوائي، الأنجيو بلاستي، أو الجراحة لإزالة الجلطة الدموية في الدماغ.